السي الكالة.. ما الذي فعله الكوميدي باسو؟

 السي الكالة.. ما الذي فعله الكوميدي باسو؟
آخر ساعة
الأثنين 18 مارس 2024 - 2:30

بمكان تصوير ثابت، وممثل وحيد، نجحَ الممثل الكوميدي محمد باسو، في تحقيق انتشار كبير لسلسلته "السي الكالة"، التي يبثها على قناته في يوتوب بمعدل حلقتين في الأسبوع، الثلاثاء والجمعة.

وصلت الحلقتان الأوليتان إلى عدد مشاهدات فاق المليون، متجاوزة عددا من السلسلات الدرامية المعروضة حاليا على قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.

سبق لباسو أن قام بتجربة شبيهة أسماها "ناطق غير رسمي"، ولاقت رواجاً أيضا، وهي أيضا كانت بممثل وحيد ومكان تصوير وعرض وحيد أيضا.

تتناول السلسلة عددا من الظواهر السياسية والاجتماعية وتنتقد بكوميديا سوداء ما يملأ الإدارات والمجالس والوزارات من فساد، بكثير من الجرأة والذكاء أيضا.

يعرف جميع الممثلين أن مشاهد الممثل الوحيد تبقى الأصعب على الإطلاق على مستوى السيناريو والأداء، وهو ما تفوق فيه باسو بشكل كبير، بحيث نجح في تجنيب المشاهد الملل من خلال تنويع الحوار، والمشاهد (رغم ضيق مكان التصوير)، مع الكثير من الديكور الرمزي الذي يمكن تأويله بطرق مختلفة.

يؤدي باسو دور الموظف الفاسد الذي يفعل أي شيء وكل شيء، ويقدم كل أنواع الخدمات، بحيث لا تتوقف هواتفه الكثيرة  والمختلفة عن الرنين.

من الفساد في الجامعات، إلى تمرير الصفقات، مرورا بالمجالس الجماعية، والوزارات، يلخص باسو الحكاية بكوميديا سوداء هادئة، لا تروم بالدرجة الأولى انتزاع القهقهات، إنما لفت الانتباه إلى هذه الظواهر بشكل كاريكاتوري.

يجمع متابعو السلسلة أن باسو تفوق على أعمال درامية كلّفت الملايين، ولم تنجح في شيء سوى تكريس نفس الوجوه ونفس "الحموضية" التي يشتكون منها كل سنة في رمضان.

يرى أحد المعلقين أن باسو فعلَ، خلال دقائق، "ما عجز عنه الإعلام والقنوات المغربية خلال سنين".

ويعزو متابعو الفنان، في المجمل، سبب تألق السلسلة ومستواها الراقي إلى كون الفنان محمد باسو حاصل على شهادات تعليمية تخول له تقديم عمل محترم، وليس عمل من أجل الربح فقط.

انضاف إلى كل أسباب نجاح العمل السابقة، الفكرة الموقفة التي قدمها باسو والمتمثلة في الموظف الفاسد، والتي تخوله الحديث عن عشرات المواضيع التي تؤرق المواطنين، في مختلف المجالات والقطاعات.